نصائح صحية

في أي مرحلة من السرطان يتم استخدام العلاج المناعي؟

ما هي مرحلة السرطان التي يُستخدم فيها العلاج المناعي - مدونة img

برز العلاج المناعي كنهجٍ ثوريٍّ في علاج مرضى السرطان. يُسخّر هذا الإجراء العلاجي جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا الخبيثة المُسبّبة للسرطان. وعلى عكس العلاجات التقليدية الأخرى، مثل الإشعاع أو العلاج الكيميائيتستهدف هذه الأدوية الخلايا السرطانية مباشرةً، بينما يُحسّن العلاج المناعي قدرة الجهاز المناعي على تحديد الأورام وتدميرها. يُستخدم هذا العلاج في مراحل مختلفة من السرطان، من المرحلة المبكرة إلى المتقدمة، وذلك حسب نوع السرطان وصحة المريض. ستساعدك هذه المدونة على معرفة مرحلة السرطان التي يُستخدم فيها العلاج المناعي.

يمكن الاستفادة من العلاج المناعي كعلاج مساعد للسرطانات في مراحلها المبكرة لمنع عودة الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد الجراحة. يُستخدم هذا العلاج عادةً كخيار علاجي أولي للمرحلتين الثالثة والرابعة من السرطانات المتقدمة أو النقيلية، وذلك عندما تكون جميع الخيارات الأخرى غير مناسبة. في بعض أنواع السرطان، أثبت العلاج المناعي جدارته في علاج سرطان الدم وسرطان الرئة. مثبطات نقاط التفتيش. العلاج بالخلايا التائية CAR، ولقاحات السرطان أمثلة على ذلك. يُصمَّم العلاج المناعي بما يتناسب مع خصائص كل مريض، مع مراعاة المؤشرات الحيوية للورم والاستجابة المناعية. قد يوصي الطبيب بالعلاج المناعي لعلاج السرطان في مراحله المختلفة. ولأنه يستهدف بديلاً أقل سمية من العلاجات التقليدية، يُحسِّن العلاج المناعي النتائج ونوعية الحياة للمرضى في مختلف مراحل السرطان.

العلاج المناعي ودوره في المراحل المتقدمة من السرطان

نوع من علاجات السرطان يعتمد على مناعة الجسم لاكتشاف الخلايا السرطانية والتخلص منها. يعمل الجهاز المناعي كجهاز مسح ضوئي للجسم، فيبحث عن أي دخيل، مثل الخلايا السرطانية. توجد بروتينات على شكل مستضدات على سطح هذه الدخيلات. يُعزز العلاج المناعي هذه القدرة من خلال زيادة مناعة الجسم التي تفحص الخلايا السرطانية وتدمرها.

على مدى العقود القليلة الماضية، طرأ تحسن كبير على علاج السرطان، لا سيما العلاج المناعي الذي أثبت فعاليته في المراحل المتأخرة من المرض. يستخدم هذا العلاج البيولوجي الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، ما يُبشر ببصيص أمل لمرضى السرطان في مراحله المتقدمة.

ما هي المراحل المتقدمة من السرطان؟

تصنيف مرحلة السرطان هو مصطلح يستخدمه الخبراء الطبيون لوصف كمية الخلايا الخبيثة الموجودة في جسم المريض. المرحلتان الثالثة والرابعة هما المراحل المتقدمة التي تتطلب الاهتمام.

  • المرحلة الثالثة من السرطان تشير إلى أن المرض لم يصل بعد إلى الأعضاء البعيدة؛ بل انتشر إلى الأنسجة المجاورة أو الغدد الليمفاوية.
  • يشير السرطان النقيلي أو المرحلة الرابعة إلى انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم. غالبًا ما ترتبط هذه المراحل المتقدمة بتوقعات أسوأ وتحديات علاجية كبيرة.

العلاج المناعي في مراحل السرطان المتقدمة

المرحلتان الثالثة والرابعة هما المرحلتان الرئيسيتان اللتان يُستخدم فيهما العلاج المناعي بشكل رئيسي لعلاج المرضى. على الرغم من أنه لا يضمن الشفاء التام لجميع أنواع السرطان، إلا أن هذه التقنية قادرة على تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، وإبطاء تطور المرض، وتحسين نوعية حياة المرضى. وقد أظهر العلاج المناعي نتائج واعدة في علاج أنواع مختلفة من السرطان، وخاصة في مراحله المتقدمة. وهي كما يلي:

  • سرطان الجلد
  • سرطان الرئة
  • سرطان الكلى

على سبيل المثال، في حالة سرطان الجلد المتقدم، أدى الجمع بين عقارين مناعيين، إيبيليموماب ونيفولوماب، إلى معدل بقاء على قيد الحياة بنسبة 52% لمدة 10 سنوات، وهو تحسن كبير مقارنة بالمعدل التاريخي البالغ 5%.

في أي الحالات يمكن للشخص أن يلجأ إلى العلاج المناعي؟

يمكن للأشخاص المصابين بأنواع معينة من السرطان والذين لم يُظهروا أي تحسن مع العلاجات الأخرى اللجوء إلى هذه التقنية. استخدمها الأطباء كعلاج أولي لأنواع نادرة من السرطان، مثل الورم الميلانيني وسرطان الرئة. بالإضافة إلى ذلك، يُعد هذا العلاج الأمثل لعلاج الأورام الكتلية، وخاصةً لمرضى سرطان الجلد. فيما يلي بعض الاعتبارات:

أنواع السرطان

من بين الأورام التي أثبت العلاج المناعي فعاليته في علاجها: سرطان الرئة، والمثانة، والكلى، وبعض سرطانات الجلد. كما أن الورم النقوي المتعدد، واللمفوما، وحتى بعض أشكال سرطان الثدي من بين الأورام العديدة التي يجري البحث عنها.

السرطانات المتقدمة أو المقاومة

عندما تفشل العلاجات التقليدية كالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، قد يكون العلاج المناعي مفيدًا. في هذه الحالة، تنتشر خلايا الورم من موقعها الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك العقد الليمفاوية والأعضاء والأنسجة البعيدة.

علاج الخط الأول

يُستخدم هذا العلاج الحيوي غالبًا كعلاج رئيسي، خاصةً في حالات الأورام الخبيثة التي شهدت تقدمًا ملحوظًا، والتي تشمل:

  • سرطان الرئة
  • سرطان الجلد

هل يمكن لمرضى السرطان في مرحلة مبكرة الحصول على العلاج المناعي؟

نعم، يمكن لبعض مرضى السرطان في مراحله المبكرة تلقي العلاج المناعي، ولكن ذلك يعتمد على نوع السرطان وطبيعته. عادةً ما يُطبّق العلاج المناعي على السرطانات النقيلية أو في مراحلها المتأخرة، ولكن الدراسات الحالية تُظهر مزايا في المراحل المبكرة أيضًا. يمكن علاج بعض أنواع سرطانات الرئة والجلد (الميلانوما) والمثانة باستخدام العلاج المناعي قبل الجراحة أو بعدها (العلاج المساعد أو العلاج قبل الجراحة). يعتمد الاختيار على المؤشرات الحيوية، مثل مستوى التعبير الجيني لبروتين PD-L1 وحالة الطفرات. سيُقيّم أخصائي السرطان المخاطر والمزايا ومدى ملاءمته للصحة العامة للمريض ونمط الورم.

عوامل نجاح العلاج الحيوي في حالات السرطان المتقدمة

يُعدّ نوع السرطان ومرحلته، وخصائص المريض الفردية، والتركيب الجيني من العوامل المهمة. على الرغم من أن هذا العلاج حديث العهد لمرضى السرطان، إلا أنه من الضروري فهم أن المناعة تختلف من شخص لآخر، وكذلك فعاليته. تساهم عدة عوامل في نجاح هذا العلاج الحيوي في علاج السرطانات في مراحلها المتقدمة، ومنها:

  • نوع السرطان
  • مراحل السرطان
  • العلاج المناعي
  • الصحة العامة

اعتبارات في العلاج المناعي للسرطان المتقدم

على الرغم من أن العلاج المناعي يقدم نتائج واعدة، إلا أنه يجب أخذ بعض المراقبة في الاعتبار:

  • الآثار الجانبية: يمكن أن يؤدي العلاج المناعي إلى أحداث سلبية متعلقة بالمناعة، بما في ذلك التهاب الأنسجة السليمة.
  • التكلفة وإمكانية الوصول: إن التكلفة الباهظة للعلاج المناعي بعيدة عن متناول بعض الناس. وقد تُشكل محدودية الوصول إليه في بعض المناطق عائقًا كبيرًا أمام العلاج.
  • اختيار المريض: ليس جميع المرضى مؤهلين للعلاج المناعي. يجب مراعاة عوامل مثل الصحة العامة، ونوع السرطان، والعلامات الجينية.
  • آليات المقاومة: قد تُطوّر بعض أنواع السرطان مقاومةً للعلاج المناعي مع مرور الوقت. وهذا يستلزم إجراء أبحاثٍ وتطوير استراتيجياتٍ جديدةٍ بشكلٍ مستمر.

المشاكل الصحية بعد العلاج المناعي

يجب على الأفراد توخي الحذر بشأن بعض الأمور أثناء الخضوع لهذا العلاج. من الأمور التي يجب توخي الحذر منها: التعب، وحساسية الجلد، وأعراض الإنفلونزا. قد يواجه المريض الذي خضع مؤخرًا للعلاج المناعي المشاكل التالية:

  • تعب
  • طفح جلدي وحكة
  • القيء والغثيان
  • الإسهال
  • انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية

الخاتمة

يُقدّم العلاج المناعي أملاً في مراحل مختلفة من المرض، وقد غيّر طريقة علاج السرطان جذرياً. فهو يُقوّي جهاز المناعة لمكافحة الأورام المتكررة أو النقيلية، ويُستخدم بشكل رئيسي في المراحل المتقدمة (الثالثة والرابعة) من السرطان، مثل سرطان الكلى والرئة وسرطان الجلد. في بعض الحالات، كما هو الحال في العلاج المساعد بعد الجراحة، يُوسّع نطاق استخدامه ليشمل المراحل المبكرة (الأولى والثانية) لمنع تكرار المرض. يعتمد اختيار العلاج المناعي على المؤشرات الحيوية لصحة المريض، ونوع السرطان ومرحلته. ولا تزال الأبحاث جارية حول وظيفته، مع وعد بتطبيقات أوسع ونتائج أفضل في كل مرحلة من مراحل السرطان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المشار إليها إلزامية *